إشاعة ” عدم الحاجة لتغيير زيت المحرك “

إنتشر مؤخرا علي عدة مواقع عربية ومواقع التواصل الاجتماعي تقارير او أخبار مثل ” كذبة موعد تغيير زيت المحرك ” او ” لا يجب تغيير زيت المحرك سوي كل 20000 كم ” كلها تنصح بعدم تغيير زيت المحرك إلا بعد 15 او 20 الف كم . و أن تغيير الزيت الدوري هو خدعة من شركات البترول و المنتجة للزيوت. بل إن احدهم أكد أن شركات السيارات نفسها ترى أن تغيير الزيت كل 8000 كم حتي تعتبر نفقات بلا داعي. و أخر يؤكد أن تغير اللون للأسود ليس دليل علي تغير خواص الزيت و هو شيء منافي للعقل أصلا لأن اللون الأسود يعني وجود رواسب كربونية و معدنية كثيرة فهل هذا لا يغير من خواص الزيت؟. دعونا نناقش مدي مصداقية هذه التقارير و الأخبار ومعرفة فائدة زيت المحرك و لماذا تتغير خواصه بالتشغيل و كيف تحكم علي زيت محركك:

 وظائف زيت المحرك :

  • تقليل الاحتكاك للحفاظ علي سطح المعدن من التأكل.
  • عمل غسيل او إزالة لأي ترسبات كربونية أو معدنية أو حتي رايش معدني دقيق لأن هذه المواد لو ظلت في حالة تلامس مع الأجزاء المتحركة ستكون هي نفسها سبب في تأكل الأجزاء ” مثل السنفرة “.
  • تبريد المحرك عن طريق امتصاص جزء من الحرارة.
  • الحماية من الصدأ و التأكل و المحافظة علي خواص بعض الأجزاء البلاستيكية أو الكاوتش داخل المحرك “مثل اولسيهات الصبابات “.
  • إحكام الخلوص ” حبك الخلوص ” بين البستم و الأسطوانة لمنع تسريب الشحنة مع تسهيل حركة البستم.

يقوم الصانع باختيار الزيت المناسب علي أساس المواصفات المطلوبة من حيث اللزوجة و النوع ” معدني , تخليقي , حيواني , ……” بحيث تحقق جميع ما سبق من فوائد مع مراعاة تصميمه للمحرك و خاماته و نسب خلوصه و معامل التمدد للمعادن المستخدمة .

** لماذا تتغير خواص زيت المحرك :

زيت المحرك منتج له تاريخ صلاحية حتي بدون تشغيل فتتغير خواصه و تقل جودته لو تخطى تاريخ صلاحيته و ذلك لأسباب كيميائية خاصة بطريقة صناعته. فما بالك بصلاحيته مع الشغل ؟ إليكم بعض أسباب تغير خواص زيت المحرك :

  • التعرض لدرجات الحرارة العالية مع الخلط المستمر .
  • الرواسب الكربونية و المعدنية.
  • ظروف الطقس و الطريق و التي من الممكن أن تسمح بتواجد أتربة و بخار ماء في منظومة الزيت.
  • تغيره بتفاعله مع الزمن كما أوضحنا بتاريخ صلاحيته.

هل المحركات كلها بجودة واحدة ؟

تختلف المحركات حسب التصميم و حسب المعادن المستعملة و طريقة صنعها و طريقة معالجة أجزائها حراريا و كيميائيا. فالتصميم يجب أن يسمح بتزييت جيد في فترة بدء الدوران و من الممكن أن يراعي مساحات تلامس أقل و نسب خلوص مختلفة . وكذلك إختيار المعادن من حيث إختلاف السبائك و نسب مكوناتها من المعادن او إختلاف نسب الكربون في الحديد او الصلب . بعض قطع الغيار تقوم المصانع بمعالجتها حراريا او حراريا وكيميائيا خاصة للسطح الخارجي لإعطاءها خواص أصلد و مقاومة أكبر للاحتكاك و تحمل الحرارة حتي أنة في بعض المحركات الحديثة هناك بعض الاجزاء المعالجة بالسيراميك .

و بناء علي ذلك تكون الشركة المصنعة هي الاكثر دراية بخواص و مواصفات محركها و مواصفات الزيت المطلوب لة و الزمن المتوقع لتغير خواص هذا الزيت. خاصة طبقا لمناخ و مواصفات السوق الموجود بة سيارتة. فمثلا نفس شركة السيارات تقوم بوضع جداول صيانة دورية لدي الوكيل في الخليج يختلف عن جداول الصيانة لنفس السيارة في أوروبا مثلا. وهو ما ينصح بة في كتالوج السيارة نفسها و يجب إتباعة.

مثال توضيحي:

إليكم كتالوج لسيارة هيونداي تنزل في عدة أسواق منها دول شرق أوسطية و لننظر مدي التفرقة في جداول الصيانة من حيث ميعاد تغيير الزيت طبقا للدولة” الطقس و الظروف العامة ” أولا . و طبقا لطبيعة الاستخدام ثانيا ” الخدمة الشاقة ” و سنري ( من نفس الكتالوج ) ثلاثة إرشادات الأول للدول الباردة و الثاني للدول الحارة ” الخليج او الشرق الاوسط ” و الثالث عند جمع الخدمة الشاقة بالأجواء الحارة .

كتالوج السيارة

لمشاهدة النتائج أسرع من الكتالوج يمكنك عمل بحث ( ctrl + F ) عن كلمة ” oil ” و لتنظر في الصفحات التالية (7-9 و 7-10 و 7-18 و 7-19 ) نقطة رقم *2 و *3 في صفحة 7-9 .

يتضح ذلك من تعليمات كتالوج السيارة كالاتي :

  1. إفحص مستوي الزيت كل 500 كم و قبل اي مشوار طويل.
  2. قم بتغيير الزيت و الفلتر في كل صيانة دورية كل 15000 كم او 12 شهر. ماعدا بلاد الشرق الاوسط ” الخليج ” تكون المسافة 10000 كم. لاحظ أن 12 شهر حتي مع عدم الوصول للمسافة هو داعي لتغيير الزيت .
  3. في حالة القيادة في الصيف في درجة حرارة أعلي من 40 مئوية ” السعودية و الامارات و …..” او القيادة بسرعة أعلي من 170 كم/س فيجب إتباع قواعد القيادة القاسية او الخدمة الشاقة.
  4. مواصفات او ظروف الخدمة الشاقة و قواعد صيانتها بالنسبة لزيت المحرك فقط:

تغيير الفلتر و الزيت كل 7500 كم او كل 6 شهور “أي نصف المسافة ” إذا توافرت عدة عناصر من الاتي ذكرها:

  • مشاوير قصيرة و متكررة.
  • التسكع بكثرة ” نمط السير ببطئ شديد “.
  • القيادة في التراب و الطرق الوعرة.
  • القيادة في جو مشبع بالاملاح او الاحماض او طقس بارد.
  • القيادة في الرمل.
  • 50% من القيادة في طرق مزدحمة مروريا و في درجة حرارة أعلي من 32 مئوية.
  • القيادة في مناطق جبلية.
  • سحب مقطورة.
  • لو كانت السيارة تاكسي او سيارة دورية.
  • القيادة بسرعة أعلي من 170 كم/س.
  • الاكثار من التوقف و السير ” إشارات المرور و المطبات “.
  • طقس شديد البرودة.

نري أن المسافة أصبحت 7500 كم لكل غيار زيت لكن الاهم هل هو الزيت الموصي بة من الشركة صانعة السيارة ؟؟ وهل الحالة العامة للمحرك جيدة ؟

المقصود هو أن هناك عدة عوامل فعلية ستجعل هذا الرقم يتناقص او ينصح حتي بالتقليل عنة مثل عمر المحرك و حالتة العامة و إسلوب أستخدام السيارة و درجة الحرارة و نوع القيادة و نوع الطريق و الطرق المزدحمة و حالة الفلاتر خاصة فلتر الهواء و جودة البنزين و تاريخ الصيانة منذ اول أستخدام و نوع الزيت المستعمل و ………. . كل هذة العوامل لو توافرت في سيارة خاصة لو مستعملة فيجب عندها التبكير في ميعاد تغيير الزيت و حتي لو سيارة جديدة فلا داعي للمغامرة و يستحسن الالتزام بتعليمات الوكيل و كتالوج الصيانة حتي خروج السيارة من الضمان بالمدة الزمنية او بالكيلومترات.

** نصائح هامة :

  1. الاحسن إستعمال نوع الزيت الموصي بة بالكتالوج او لدي الوكيل خاصة للسيارات الجديدة داخل الضمان.
  2. في حالة عدم توافر الزيت فعليك معرفة خواصة و نوعة و إختيار زيت بنفس المواصفات و اللزوجة.
  3. عند فحص الزيت كل 500 كم او قبل كل مشوار كبير فعليك مراجعة مستوي الزيت و خواصة من حيث اللون و الرائحة و اللزوجة عن طريق الملمس. وتكرار هذة الخطوة ستجعل المستهلك علي دراية بمدي تغير زيت المحرك والحكم علية.
  4. عدم إهمال نقص الزيت لو كان متكرر او بمقدار كبير فالعلاج المبكر مهما بلغت تكاليفة من الممكن ان يكون هو الاوفر.
  5. تأكد من التخلص من الزيت المستهلك منعا من إعادة تجميعة و تصنيعة في مصانع غير قانونية. وذلك حماية لك و لغيرك من الغش.
  6. يجب تغيير الفلتر مع كل غيار زيت حتي و لو 1000 كم لان الفلتر يخزن بداخلة جزء من الزيت القديم” في حدود 300 ملي في السيارات الملاكي او حسب حجم الفلتر ” و في حالة عدم تغييرة سيتم خلط هذا الجزء من الزيت القديم بالزيت الجديد بمجرد دوران المحرك.

و أخيرا هناك ملاحظة علي هذه المقالات و التقارير أنها قديمة ( أغلبها من 2009 او 2010 ) فالموضوع طرح للنقاش من قبل من اكثر من 7 سنوات و مازالت شركات السيارات و خبراء التقييم و الصناعة و اجهره حماية حقوق المستهلك في كل العالم تنصح بإتباع قواعد كتالوج السيارة و الالتزام بتغيير الزيت الموصي بة في الفترات المحددة .