«قلعة تاروت».. عمرها 5 آلاف سنة ولها تاريخ عميق

قلعة تاروت، هي إحدى القلاع القديمة في شبه الجزيرة العربية، وتقع بالتحديد على قمة تل يتوسط جزيرة تاروت في جنوب غرب بلدة الديرة في شرق محافظة القطيف بالمملكة العربية السعودية، ويُعتقد أن هذه القلعة يرجع تاريخ بنائها إلى عهد الدولة العيونية، وهي أسرة عربية مسلمة حكمت منطقة الأحساء والقطيف ما بين القرنين الخامس والسابع الهجريين، وأما عن القلعة ذاتها، فقد كانت إحدى الحصون البرتغالية في الخليج العربي أثناء احتلالهم القطيف، وذلك بعد ترميم البرتغاليين لها في القرن السادس عشر الميلادي.

موقع قلعة تاروت

قلعة تاروت

تقع القلعة قبالة ساحل القطيف، وتبعد حوالي 30 كم من مدينة الدمام. ويمكن الوصول إلى القلعة عن طريق جسر يربط الجزيرة التي تقع فيها باليابسة، كما يمكن مشاهدة قوارب لصيد الأسماك أثناء الرحلة من الدمام. حيث التمتع بجولة سهلة، ويسيرة على طريق ساحلي يمر على خلجان، ومداخل بها مناظر طبيعية رائعة.

وعند قاعدة القلعة، تم العثور على الكثير من الآثار والنقوش من عصور بلاد ما بين النهرين، وذلك مما يوحي بأن وضع أسس القلعة يعود إلى 5000 سنة قبل الميلاد.

ويعتبر التل الذي بنيت فوقه القلعة، من أقدم مواقع الاستيطان البشري. وذلك منذ العصر الحجري حتى اليوم، والذي تعاقبت عليه خمسة حضارات، والتل لا تتعدى مساحته 600 متر مربع.

أحد المعالم التاريخية في السعودية حاليا

«قلعة تاروت».. عمرها 5 آلاف سنة ولها تاريخ عميق

أصبحت قلعة تاروت أحد أهم المعالم التاريخية في تاريخ السعودية حالياً. إذا أنها قديماً، كانت ميناءً حيويا ترسو بالقرب منه السفن القادمة من موانئ الخليج، ومن بلاد الهند، وبحر العرب.

ولقد مرت القلعة بفترات أوشكت فيها على الانهيار، لكن تم ترميمها لاحقا. ولقد كان آخر ترميم لها عام 1984 من قبل وزارة الآثار السعودية.

ومن أبرز المقتنيات الأثرية التي عثر عليها داخل تلك القلعة هو تمثال “الخادم العابد”. والذي يحمل سمات التماثيل المميزة للحضارة السومرية، وهو عبارة عن رجلا واقفا عاري البدن طوله 94 سم. ومن ضمن المقتنيات الأثرية الهامة هو الذهب الخالص للإله “عشتار”، وهي إلهه الحب لدى الفينيقيين.

وصف قلعة تاروت

آثار السعودية

ولعل ما جعل تلك القلعة صامدة إلى يومنا هذا، هو نوعية الحجارة الذي بنيت بها. والتي تتكون من الحديد، والصخور.

كما تتكون القلعة من 4 أبراج، حيث انهار أحدها أثناء إحدى المعارك التاريخية بشكلها البيضاوي. ويشبه أسلوب بنائها المتفاعل مع التضاريس أسلوب البناء البرتغالي. وتقع القلعة وسط غابة من النخيل، وعلى مرتفع صخري، هو الأعلى من بين المرتفعات في منطقة القطيف.

وبجانب كل ما سبق، فإنه يجاور القلعة العديد من المنشآت الأثرية القديمة، والحديثة المعاصرة، ومن ذلك حمام عين تاروت، ومقهى قلعة تاروت، ومسجد الكاظم، ومراكز الحرفيين، وغيرها.