سجود السحرة لله ووعد فرعون لهم وقوة إيمانهم بالله
سجود السحرة لله ووعد فرعون لهم وقوة إيمانهم بالله فعندما دعاهم نبى الله إلى عبادة الله والتصديق بأنه نبي ورسول. فأقسموا بعزة فرعون بأنهم هم العالين وسوف يكونوا من الغالبين. قال لهم موسى ألقوا ماأنتم ملقون. فألقى السحرة حبالهم وعصيهم وماصنعوه وخيلوه بمكرهم وسحرهم. بهروا بها العقول وسحروا منها العيون حتى توجس الناس خيفة ورهبة واضطربت قلوبهم مما يرونه ويشاهدوه. وتوجس نبي الله وهاب مما شاهده ورآه. ثبّته الله وأوحى إليه أن يلق عصاه ما أن ألقى نبي الله العصا من يده. إذا بها تلقف كل ماعملوا وصنعوا وتلتِهم كل ماسحروا فسجدوا السحرة وآمنوا بسيدنا موسى.
سجود السحرة لله وأن العصا ليست بسحر
خرّ السحرة ساجدين لله شاهدين موحدين بأن لا إله إلا الله مؤمنين مصدقين بأن موسى نبي ورسول من الله. وقع الحق المبين وأضحى فرعون وهامان وجندهما وحاشيتهما من المغلوبين الصاغرين. لقد أيقن السحرة بأن العصا ليست بسحر كما يسحرون وإنما هي معجزة وآية من الله. فهم يدركون السحر وعمله ويعلمون كيف يخيلون به الأنظار ويخدعون به العيون والأبصار. تيقنوا أن ما شاهدوه لا قدرة للبشرعليه فأعلنوا إيمانهم وتوبتهم إلى الله. وشهدوا بأن موسى وهارون رسولان من الله.
وعد اللعين بالعذاب الأليم
توعدهم اللعين بالعذاب الأليم وأغلظ لهم القول الأثيم وقال لهم. كيف تؤمنون بإلهٍ غيري وأنا إلهكم وكيف تؤمنون برب سواى وأنا ربكم. قالوا يافرعون إنّا نحمد الله أن هدانا إلى الإيمان بما رأيناه وأنْ كنا أول المؤمنين به. ادّعى كذباً وافتراء وزعم عليهم إفكاً وزوراً بأنهم تآمروا ومكروا مع موسى وهارون. ليخرجوا أهل مصر من أرضها ولكي ينشروا الفساد فى المدينة وزعم أن موسى هو كبيرهم وهو الذى علمهم السحر.
قوة الإيمان وكبر فرعون
كما قالوا يا فرعون إنّا لا نطمع إلا أن يغفر الله لنا ذنوبنا ويكفر عنا سيئاتنا وإنا ندعوك إلى الإيمان بوحدانية الله. أيضا ندعوك إلى التصديق بأن موسى رسول من الله. كذلك من العقل والحكمة أن تلقي ربك مؤمناً بدلاً من أن تأته مجرماً كافراً. فيكون مآلك إلى نار لاتموت فيها ولاتحيا تجبر وتكبر. مع هذا قال سأقطع أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم فى جذوع النخل. كما أنهم قالوا لاضير مما تقول يافرعون ولتقض ماأنت قاض فينا وافعل بنا ما تشاء. لا سيما عذابك وما ستفعله بنا إنما هو فى حياة فانية ولن يكون بأشد من عذاب الله. فى حياة دائمة خالدة كما عتى فرعون وطغى وقال وهو يهذي أليس لي ملك مصر. وقال أيضا أليست هذه الأنهار تجري من تحتي ألست أنا إلهكم وربكم سترون أيها السحرة عذابي وقسوته وعقابي وشدته. حيث أنه سيكون بأشد من العذاب الذى تخشونه ولم ترونه. ازداد السحرة إيماناً وإيقاناً وقالوا لقد علمنا الهدى ولن نؤثرك يافرعون بما تقول ولا بما تكذب به. وابتهلوا إلى الله وتضرعوا إليه أن يلهمهم الصبر ويتقوا فتنة عذاب هذا الطاغي الأثيم مهما كان عقابه شديد وأليم.
تعليقات