عذاب الله لقوم ثمود

قد تناولنا في الجزء الأول بعض من قصة سيدنا صالح مع قومه ثمود, وقد سردنا أن سيدنا صالح أخذ يدعو قومه كثيراً وحقق لهم المعجزة التي كانوا يطلبوها منه ولكن كل ذلك لم يشفع له لكي يأمنوا به وبربه.

سبب عقاب الله لقوم صالح

عندما أخرج الله الناقة لسيدنا صالح كما طلب منه قومه ذلك, أمرهم سيدنا صالح بأن يتركوا الناقة في حالها وأن لا يمسوها بسوء, وأمرهم بأن يتركوها تشرب من الماء فعندما تشرب هي لا يشربون فكانت تشرب الماء جميعاً, وكانت تأتي الماء يوماً بعد يوم, وكانت تعطي لقوم ثمود لبناً يكفي القوم جميعاً, ولكن ما منهم إلا أن قاموا باعتراض الناقة وقتلها (قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ*وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ*فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ*فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ*وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ). لما قاموا بذلك وعدهم سيدنا صالح بأن الله سوف يرسل إليهم العذاب بعد ثلاث أيام فضحكوا لما قال, وهما آخرين بأن يقوموا بقتله ظنا منهم بأن ذلك سوف يمنع عنهم العذاب, ولكن الله ارسل من السماء حجارة تسقط علي هؤلاء الأشخاص الذين كانوا يريدون قتل سيدنا صالح, وأنجاه الله بفضله (وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ* قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ*وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ). ثم أرسل الله عذبه عليهم, حيث في اليوم الأول من الوعد جعل الله وجوهم تميل الصفار, وفي اليوم الثاني أصبحت وجهوهم تميل إلي الحمرا, وفي اليوم الثالث والأخير أصبحت وجوهم سوداء, فاستخفوا بهذا العذاب, وعندما انتهى اليوم الثالث أخذوا يقولون لسيدنا صالح بأن اليوم الثالث انقضي ولم يحدث لهم شئ. حتي أتي الصباح وعندما هما بأن يقوموا من أسرتهم آتاهم صيحة تأخذهم وتموتهم, فماتوا علي وضعهم الذي كانوا عليه, ولم ينجوا منهم أحد إلا امرأه كان مشلولة فقامت بإذن الله لتجري وتخبر قوم من الإعراب ما حدث وتطلب منهم ماء لتشرب وتموت علي الفور (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ*كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا ۗ أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ ۗ أَلَا بُعْدًا لِّثَمُودَ).