الجزء الثاني: نتائج غزوة الأحزاب أو الخندق

قد تناولنا في الجزء الأول من غزوة الخندق سبب تسمية هذه الغزوة بهذا الاسم وسبب أيضاً تسميتها بغزوة الأحزاب, كما وضحنا في الجزء الأول سبب قيام غزوة الخندق بين اليهود ومعهم المشركين ضد جيش المسلمين, وفي هذا الجزء الثاني سوف نكمل وننهي غزوة الخندق, لنتعرف علي نتائج الغزوة وماذا فعلت اليهود من أجل أن تجعل القريشيين والقبائل الأخري تنضم إليهم.

حيلة اليهود لانضمام مشركين قريش والقبائل معهم

قامت اليهود بعمل حيلة علي مشركين قريش والقبائل الآخرين من أجل أن ينضموا إليهم لمحاربة جيش المسلمين والتخلص منهم, حيث ذهب مجموعة منهم إلي القبائل وأخذوا يحدثونهم أن دينهم افضل من المسلمين وأخذوا يزينوا لهم ويزيفوا لهم الحقائق عن دين الإسلام للمشركين حتي اقتنع المشركين بذلك, وذلك لما جاء في القرآن الكريم .

ما هي نتيجة غزوة الخندق أو الأحزاب

جاءت نتيجة هذه الغزوة بالنصر من عند الله عز وجل لجيش المسلمين, والأكثر عظمة من ذلك أن الله عز وجل نصر جيش المسلمين دون قتال وذلك لقول الله تعالى في كتابه العزيز (وَرَدَّ اللَّـهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ), حيث ارسل الله عز وجل ملائكة تبث الرعب والخوف في قلوب ونفوس تحالف الأحزاب, وأرسل الله عز وجل مع الملائكة جند من جنوده وهو ريح شديدة تهدم خيام الأحزاب وتطفئ نيرانهم وتبث الرعب والخوف في نفوس وقلوب المشركين وذلك لقول الله تعالى في كتابه الكريم (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا). وفي ذلك الوقت سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت صياح وعويل جيش الأحزاب لما رأوا من ريح شديدة وملائكة لم يراها أحد, بعدها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَن رَجُلٌ يقوم فيَنظُرَ لنا ما فَعَلَ القَومُ، ثم يَرجِعَ -يَشرُطُ له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الرَّجْعةَ- أسأَلُ اللهَ أنْ يكونَ رَفيقي في الجَنَّةِ), فلم يستطع أحد أن يقوم ويذهب من شدة البرد والخوف, ثم قال سيدنا محمد لسيدنا حذيفة بن اليمان(يا حُذَيفةُ، فاذْهَبْ فادْخُلْ في القَومِ فانْظُرْ ما يَفعَلونَ، ولا تُحدِثَنَّ شَيئًا حتى تَأتِيَنا), فذهب حذيفة وسمع أبي سفيان يقول وبأمر الجنود أن ترجع المكة مرة أخري, ليعود حذيفة إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول له ما رأي وما سمع, وعن بن عمر رضي الله عنه قال (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا قَفَلَ مِن غَزْوٍ أوْ حَجٍّ أوْ عُمْرَةٍ، يُكَبِّرُ علَى كُلِّ شَرَفٍ مِنَ الأرْضِ ثَلَاثَ تَكْبِيرَاتٍ، ثُمَّ يقولُ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ سَاجِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ اللَّهُ وعْدَهُ، ونَصَرَ عَبْدَهُ، وهَزَمَ الأحْزَابَ وحْدَهُ).