الجزء الثالث: قيادة خالد بن الوليد والانسحاب من غزوة مؤتة

الجزء الثالث والأخير من غزوة مؤتة, قد تناولنا في الجزأين السابقين ما هو سبب قيام غزوة مؤتة وما حدث في بداية المعركة وتعداد الجيشين في هذه المعركة, وفي هذه الجزء سوف وتكتب ما دار بعد ذلك في المعركة ومن قاد جيش المسلمين بعد استشهاد الثلاث الأمراء للمسلمين.

غزوة مؤتة وقيادة جديدة للجيش

عندما حدث وتم استشهاد الثلاث أمراء الذين عينهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لقيادة جيش المسلمين في هذه الغزوة أخذ راية المسلمين ثابت بن أقرم وأعطاها إلي خالد بن الوليد رضي الله عنه وأرضاه وطلب منه أن يقود الجيش فهو اكثر شخص أحق أن يقود الجيش, وأخذ سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه بالتفكير في كيفية تدارك الخسارة الشديدة لجيش المسلمين والنفوس التي أصبحت محطمة بسبب استشهاد الثلاث أمراء الذين قد عينهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

لذلك أخذ يفكر خالد بن الوليد فيما يفعل لأن النصر في هذه الحالة ومع هذا العدد الكبير المشركين تكاد تكون مستحيلة, فأخذ يفكر في حيلة ليقوم بسحب المسلمين إلي موطنهم مرة أخري دون أن يقدر جيش المشركين من اللاحق بهم, فخطر علي تفكير سيدنا خالد بن الوليد فكرة وهي أن ينتظر حتي يأتي الليل ثم يجعل الجيش يحدث ضجه كبيرة لتبين أو توحي بأن هناك مدد وجيش قادم لتزويد جيش المسلمين, ثم قام بعد ذلك بتغيير أماكن ووضع المجموعات فقام بتبديل مواقع الجنوب في الميمنة والمسيرة والمقدمة والمؤخرة, وقام أيضاً بصنع رايات جديد للمسلمين, وكل ذلك حتي إذا رأي جيش المشركين وجوه جديدة ورايات جديده يصيبهم الخوف والفزع بأن هناك مدد كبير جاء إلي المسلمين, ثم أمر خالد بن الوليد عند أتيان الصباح لابد من القتال بضراوة وشدة حتي يتم إثبات ذلك, وبالفعل قام جنود المسلمين بفعل ذلك حتي تقهقر جيش العدو وأخذوا بالتراجع وتم انهاكهم بشدة حتي استغل خالد بن الوليد ذلك وأمر بالانسحاب والرجوع إلي الوطن مرة أخرى, وبالفعل نجح خالد بن الوليد في تنفيذ خطة ووصف رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الانسحاب بالفتح, ثم قال رسول الله في خالد بن الوليد (ثمَّ أَخَذ الرَّايةَ سَيفٌ مِن سُيوفِ اللهِ خالدُ بنُ الوليدِ، ففَتَحَ اللهُ عليه).