الجزء الثالث: مخالفة الرماة لأوامر رسول الله وهزيمة المسلمين

قد تناولنا في الجزء الأول والثاني من غزوة أحد سبب تسميتها بهذا الاسم وترتيبات رسول الله صلى الله عليه وسلم الحرب ووضعها لكل مجموعة في مكانها المخصص لها لتحقيق النصر, وقمنا بسرد ماذا حدث لحملة لواء المشركين, وفي الجزء الثالث سوف نعرف نتيجة غزوة أحد وما حدث لمقاتلين المسلمين بسبب مخالفة الرماة لأوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

غزوة أحد

عندما قتل المسلمين ست من حملة راية المشركين وكانوا جميعاً من بيت طلحة بن العبدري, قام بني الدار بإخراج منهم مقاتل يسمي صواب وقام برفع راية المشركين وقاتل قتالاً شديداً اكثر ممن كانوا قبلة حتي أنه تم قطع يديه الاثنين ثم تمت قطع راسه بعدها, ثم سقطت منه لواء المشركين, وعندما رأي ذلك مقاتلين المسلمين أخذوا يكبرون ويفرحون ثم زاد الحماس لديهم وقاموا بالمقاتلة بشكل لا يوصف وقام حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير باختراق صفوف المشركين وقتلهم, ثم بعد فترة قليلة قاموا المشركين بالهروب ليتركوا خلفهم نسائهم ليقول الزبير بن العوام (لقد رأيت خدم هند بنت عتبة وصواحبها مشمّرات هوارب ما دون أخذهن قليل ولا كثير).

ولكن حدث ما لم يحمد عقباه, فعندما رأي الرماة المتواجدين علي الجبل أن النصر كام حليف للمسلمين أخذ بعضهم بأن ينزل ليطلب بحقه في الغنيمة ولكن قد نبههم أميرهم بأن لا يتركوا أماكنهم تنفيذاً لأوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن البعض منهم رفض ونزل الي ارض المعركة, فانكشفت هذه الثغرة لجيش المشركين ولقائدهم خالد بن الوليد الذي كان في صفوفهم آن ذاك, فانقض خالد علي من تبقي من الرماة علي الجبل وقضي عليهم ثم نزل إلي ارض المعركة مره آخري ليلتف حول جيش المسلمين ويتم إحداث خلل بين صفوفهم ويتم تحويل النصر العظيم الذي حدث إلي هزيمة.

ثم امتد الأمر إلي أن وصلوا إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم لكي يقتلوه, ولكن الصحابة أخذوا يدافعون عنه دفاعاً شديداً, ثم أخذ الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصعدوا به إلي جبل, ليقوم علي بن أبي طالب بغسل الدم الساقط من وجه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. ثم عاد المشركين إلي مكة فرحين ليسقط منهم اثنان وعشرون قتيلاً, بينما أستشهد من المسلمين سبعون شهيداً.