الجزء الخامس: عدد شهداء المسلمين في غزوة بدر وماهي نتائج الغزوة
نتابع في الجزء الأخير وهو الجزء الخامس من غزوة بدر أو غزوة الفرقان ونتابع في هذا الجزء ما دار في الغزوة ونتائج الغزوة التي دارت بين جيش المسلمين القليلين في العدد والكثيرون بالإيمان والمدد من الله ضد جيش المشركين.
غزوة الفرقان أو غزوة بدر
وبعد أن تنتهي القتال بين الثلاث فرسان المسلمين والثالثة الآخرين من المشركين والتي انتهت بانتصار الثلاث الفرسان من المسلمين, بدأ الحرب بعدها واشتد القتال في أرض الميدان وانزل الله المدد من عنده, حيث انزل الله من السماء ألف من الملائكة يقاتلون مع المقاتلين المسلمين في ارض الفرقان وذلك لقول الله عز وجل في كتابة الكريم (إِذ تَستَغيثونَ رَبَّكُم فَاستَجابَ لَكُم أَنّي مُمِدُّكُم بِأَلفٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُردِفينَ), وأخذ المقاتلين المسلمين في أشد القتال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثرهم قتالاً وذلك لما ورد عن علي رضي الله عنه وأرضاه (لقد رأيتُنا يَومَ بدرٍ ونحنُ نَلوذُ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو أقرَبُنا إلى العدُوِّ وكان من أشَدِّ الناسِ يومَئِذٍ بأسًا), وجاءت نتائج المعركة كبيرة جداً كما وعد الله عز وجل رسوله الكريم بأنه يأتيه النصر من عنده, حيث أجهز المقاتلين المسلمين وقاموا بقتل راس المشركين أبو جهل, وعمرو بن هشام إذ قتلاه كلا من معاذ بن عفراء ومعاذ بن الجموح رضي الله عنهما, كما قام المقاتلين المسلمين بقتل أمية بن خلف الذي كان يعذب سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه وأرضاه في مكة المكرمة.
وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بضرب مثلاً في التسامح الذي أوصانا به الله عز وجل, حيث أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدم قتل كلا من أبي البختري بن هشام والعباس بن عبد المطلب وهنان الذين اكرهوا علي الخروج من مكة ومقاتلة المسلمين في ارض الفرقان.
قم مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث أيام يقوم فيها بدفن شهداء المسلمين والذي كان عددهم أربعة عشر مقاتل مسلم, كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بجمع جثث الكفار عند بئر بدر وقام مخاطباً هؤلاء الجثث بأسمائهم وقال (يا فُلَانُ بنَ فُلَانٍ، ويَا فُلَانُ بنَ فُلَانٍ، أيَسُرُّكُمْ أنَّكُمْ أطَعْتُمُ اللَّهَ ورَسولَهُ، فإنَّا قدْ وجَدْنَا ما وعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا، فَهلْ وجَدْتُمْ ما وعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: يا رَسولَ اللَّهِ، ما تُكَلِّمُ مِن أجْسَادٍ لا أرْوَاحَ لَهَا؟ فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، ما أنتُمْ بأَسْمع لِما أقُولُ منهمْ).
تعليقات