الجزء الثاني: من غزوة بدر ومواقف احترام العهود من رسول الله
قد ذكرنا في الجزء الأول من غزوة بدر أو الفرقان لماذا سميت بهذا الاسم وكم عدد المسلمين والمشركين الذين خاضوا المعركة, والآن سوف نكمل ماذا حدث عندما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الأنصار والمهاجرين لملاقاة القافلة واعتراضها.
غزوة بدر أو الفرقان
عندما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لاعتراض القافلة لم يكن في نيته المقاتلة مع المشركين, وعندما هموا بالخروج لم يكن معهم سوي فرسان وسبعون بعيرا, فكان المهاجرين والأنصار يتبادل كل اثنين أو ثلاثة علي البعير الواحد, وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتشارك معهم وتصديقاً لذلك عندما كان يتعاقب علي البعير سيدنا علي بن أبي طالب وأبي لبابة ورسول الله صلى الله عليه وسلم, فقالا رضي الله عنهما لرسول الله صلى الله عليه وسلم (نحن نمْشي عنكَ فقال: ما أنتما بأقوى مني ولا أنا بأغنى عن الأجرِ منْكما) وقد حدث موقف قبل المعركة يدل احترام رسول الله صلى الله عليه وسلم للعهود, وذلك عندما طلب منه حذيفة بن اليمان والده اليمان أن يخرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لمقاتلة قريش فرفض رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك لأنهم قد عاهدوا قريش بعدم القتال وردهم رسول الله, وحدث ذلك مره آخري مع أحد المشركين كان يريد الخروج مع رسول الله لقتال قريش فرده رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له (ارْجِعْ، فَلَنْ أَسْتَعِينَ بِمُشْرِكٍ) ثم عاد مره آخري فرده مره آخري رسول الله, فأسلم الرجل والتحق بالمقاتلين المسلمين.
وعندما كان المسلمين يتحركون إلي القافلة وصل الخبر إلي أبي سفيان, فقام أبي سفيان بتغير مسار القافلة واتجه إلي الطريق الساحل بدلاً من الطريق الرئيسي, وأرسل إلي قريش ليخرجوا ليدافعوا عن القافلة, فخرجت قريش بأكملها بجيش عظيم واستعانوا بالقبائل المجاورة لهم لملاقاة المسلمين, ولم يخرجوا مدافعين فقط عن القافلة بل خرجوا لإبادة المسلمين وعدم ترك أحدا منهم علي قيد الحياة, ولم يتخلف عن كبائر قريش سوي أبي لهب, فأخرج مكانه رجل كان له عنده دين.
نكمل باقي غزوة بدر في الجزء الثالث.
تعليقات