الجزء الأول: غزوة البدر وسبب تسميتها بغزوة الفرقان
في هذه السلسلة سوف نتناول غزوة الفرقان أو غزوة بدر, حيث تم تسمية غزوة بدر بغزوة الفرقان لأن الله عز وجل فرق في هذا اليوم بين الحق والباطل ونصر العدل علي الظلم وجعلها بداية لعصر جديد لنشر الدعوة الإسلامية في سائر البلاد, وكانت نهاية لعهد ظلم وعدوان علي المسلمين وبدأ الدعوة إلي الله عز وجل جهاراً دون خشية بطش أحد من المشركين, وقد كرم الله عز وجل هذه المعركة بأن ذكرها مرتين في القرآن, حيث قال الله عز وجل (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّـهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ), وقال أيضاً الله في القرآن الكريم (وَاعلَموا أَنَّما غَنِمتُم مِن شَيءٍ فَأَنَّ لِلَّـهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسولِ وَلِذِي القُربى وَاليَتامى وَالمَساكينِ وَابنِ السَّبيلِ إِن كُنتُم آمَنتُم بِاللَّـهِ وَما أَنزَلنا عَلى عَبدِنا يَومَ الفُرقانِ يَومَ التَقَى الجَمعانِ وَاللَّـهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ).
عدد المقاتلين في ارض المعركة من المسلمين والكفار
عندما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي ارض بدر لم يكن ينوي علي قتال المشركين ولكن الله أراد ذلك وذلك لقول الله عز وجل في كتابة الكريم (إِذ أَنتُم بِالعُدوَةِ الدُّنيا وَهُم بِالعُدوَةِ القُصوى وَالرَّكبُ أَسفَلَ مِنكُم وَلَو تَواعَدتُم لَاختَلَفتُم فِي الميعادِ وَلـكِن لِيَقضِيَ اللَّـهُ أَمرًا كانَ مَفعولًا), وعندما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم كان معه لأول مرة مقاتلين من الأنصار وكان تعداد مقاتلين المسلمين في هذه المعركة بلغ ثلاثمائة وخمس مسلم, بينما كان تعداد المشركين في هذه المعركة ما بين التسعمائة والألف, وذلك لأنهم كانوا مستعدين من قبل لخوض هذه المعركة, ورغم عددهم هذا إلا أن الله عز وجل قلل في عددهم في نظر المقاتلين المسلمين, وذلك حتي لا يصيب قلوب المقاتلين المسلمين أي خوف أو شك في عدم قدرتهم علي تحقيق النصر, وذلك لما ورد في كتاب الله (وَإِذ يُريكُموهُم إِذِ التَقَيتُم في أَعيُنِكُم قَليلًا وَيُقَلِّلُكُم في أَعيُنِهِم لِيَقضِيَ اللَّـهُ أَمرًا كانَ مَفعولًا وَإِلَى اللَّـهِ تُرجَعُ الأُمورُ), كما حدثنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه (لقدِ قَلُّوا في أَعيُنِنا حتَّى قُلتُ لِرجلٍ إلى جَنبِي: أَتراهُم سَبعينَ؟ فقال: أَراهُمْ مِائَةً، حتَّى أَخذْنَا رَجلًا [مِنهُم] فَسألْنَاهُ فقالَ: كُنَّا أَلفًا)
.تفاصيل غزوة بدر أو الفرقان
جاءت أخبار إلي رسول الله صلى الله عليه بأنه توجد قافله محملة بالأموال الكثير والتي قد تفيد بتجهيز جيش المسلمين في طريقها إلى قريش, فأمر رسول الله رجلا يسمي بسبس بن عمرو لمعرفة صحة هذا الخير من عدمه, فرجع له الصحابي وقال له إن هذا الخبر صحيح وان القافلة يقودها أبي سفيان, فخرج رسول الله ومعه مائة من المهاجرين ومائتين وأكثر بقليل من الأنصار لملاقاة القافلة والحصول عليها.
وتكمل باقي الغزوة في الجزء الثاني.
تعليقات