شروط الخلع في الإسلام وهل يعتبر الخلع طلاق
الخلع هو أن تطلب الزوجة فراق زوجها مقابل أن تعيد له ما دفعه من مهرها، وقد أتت جميلة بنت عبدالله بن أبي زوجة ثابت بن قيس وقالت للنبي أنها لا عيب عليه خلقًا ولا دين، ولكني أكره الكفر في الإسلام” ، فقال لها عليه الصلاة والسلام أتردين عليه حديقته، قالت نعم، فقال له النبي أقبل الحديقة وطلقها تطليقه”.
شروط الخلع في الإسلام
وقد أقر النبي عليه الصلاة والسلام الخلع، كما ذكره المولى جل وعلى في سورة الطلاق: “فلا جناح عليهما فيما افتدت به”.
وقد يكون الخلع لأسباب وليس للضرورة أن تكون من أسباب فسخ عقد النكاح في الإسلام مثل كره الزوج، فالصحابية جميلة كانت لا تعيب خلق أو دين زوجها لكنها كانت تكره خلقته وكانت تخشى أن تصبح ناشز، وهذا سبب كافي للخلع في الإسلام.
فكما أعطى الله للرجل الحق في طلاق زوجته إذا كرهها، فقد أعطى أيضًا للزوجة الحق في مخالعة زوجها.
ومن شروط الخلع في الإسلام:
- أن يكون الزوجين عاقلين.
- أن يكون عقد نكاحهما صحيح ومستوفي الشروط.
- هل يشترط موافقة الزوج على الخلع.
- أن يكون مقابل عوض يعادل المهر أو أقل منه أو أعلى منه.
- ولا يشترط في الخلع موافقة الزوج، ويكون الخلع بيد القاضي.
هل يعتبر الخلع طلاق
اختلف العلماء حول اعتبار الخلع طلاق أم لا ، وإذا كان الرجل قد طلق زوجته مرتين ثم خالعته فهل تعتبر بذلك تطليقه أم لا، ويرجح بعض العلماء أن الرجل إذا قال لزوجته بعد أخذ المال “خالعتك” وهو ينوي الطلاق فبذلك يكون وقعت طلقة.
وبعض العلماء يرجحون أن القاضي هو من يحدد هل هي طلقة أم لا وذلك وفقًا لقوانين البلد، وفي كل الأحوال لا يجوز للزوج أن يراجع زوجته بعد الخلع لأنه أخذ المقابل فهي بذلك تبين من زوجها بينونة صغرى.
عدة المختلعة عند الفقهاء
إن العدة للزوجة التي فارقها زوجها واجبة في الإسلام مهما كان سبب الفراق، لكن مدة العدة تختلف ، وقد رجح بعض العلماء أن عدة المختلعة تكون حيضة واحدة يثبت بها براءة رحمها ومن هؤلاء العلماء بن القيم.
لكن جمهور العلماء رجحوا أن تكون عدة المختلعة ثلاثة حيضات مثل المطلقة.
وهناك رأي أخر وهو أن المرأة إذا قضت مدة طويلة بعيدة عن زوجها فلا تجب لها عدة.
وفي النهاية فإن الاحرص في تلك الأمور الرجوع للقاضي الذي حكم بالخلع، فكما يكون من حقه تحديد هل الخلع يعتبر طلقة أم لا ، فيكون هو الأعلم بالعدة في تلك الحالة.
هل تشترط موافقة الزوج ليقع الخلع
لقد جعل الله تعالى الطلاق من حق الرجال وحدهم، لكنه أيضًا أعطى للمرأة مخرجًا من الزواج إذا وجدت أن الحياة مع زوجها أصبحت مستحيلة، ولأن الزوجة عند الخلع تدفع فداءًا لنفسها فيجب أن يقبل الزوج بهذا المال، ويجوز أن يتم الخلع بالتراضي بعيدًا عن القاضي.
لكن في حالة تعنت الزوج وذهاب المرأة للقاضي، فللقاضي أن ينظر في طلبها وأسبابها، ثم يحكم بالخلع دون رضى الزوج.
تعليقات