طريقة توزيع الأضحية في السنة وآراء المذاهب

حدد الشرع طريقة توزيع الأضحية التي يتم ذبحها في عيد الأضحى المبارك تقربًا إلى الله عز وجل، وفي المقال نوضح السنة في كيفية التقسيم، وآراء المذاهب الفقهية، بالإضافة إلى حكم الأكل من الأضحية والتصدق منها.

طريقة توزيع الأضحية في السنة النبوية

  • من المعروف في السنة النبوية الشريفة أن يتم تقسيم ذبيحة عيد الأضحى إلى ثلاثة أجزاء.
  • حيث يقوم صاحب الأضحية بإخراج جزء للفقراء، جزء للأكل، وجزء للهدايا للأقارب والمعارف.
  • وذلك استشهادًا بقول الله عز وجل: “فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ”.
  • مع العلم أنه لا يجوز أن يقوم صاحب الذبيحة ببيع أي جزء منها سوى إجازة بيع الجلد والتصدق بثمنه.
  • بينما يجوز للمضحي أن ينقل لحوم الأضحية من بلد إلى آخر لتوزيعها على الفقراء.

طريقة توزيع الأضحية في المذاهب الفقهية

هناك ثلاثة آراء للمذاهب الفقهية فيما يتعلق بتقسيم الذبيحة، ويتمثل ذلك فيما يلي:

  • الرأي الأول: يقول الحنابلة والحنفية أن يتم تقسيم الذبيحة إلى ثلاثة أقسام، ثلث للمضحي، ثلث لإهداء الأقارب، وثلث للفقراء.
  • أما الرأي الثاني: يقول الشافعية أنه من الأفضل أن يأكل صاحب الأضحية من الذبيحة القليل، وأن يقوم بتوزيع الجزء الأكبر على الفقراء.
  • وأخيرًا القول الثالث: يقول المالكية أن المضحي له الحرية المطلقة في كيفية التقسيم، يأكل من الذبيحة ما يشاء، ويقوم بتوزيع ما يشاء على الأقارب، ويتصدق بما يشاء على الفقراء.
  • وذلك استشهادًا بقول ثوبان مولى الرسول أنه قال: “ذَبَحَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ضَحِيَّتَهُ، ثُمَّ قالَ: يا ثَوْبَانُ، أَصْلِحْ لَحْمَ هذِه، فَلَمْ أَزَلْ أُطْعِمُهُ منها حتَّى قَدِمَ المَدِينَةَ”.

التصدق من لحوم الأضاحي

هناك رأيان فيما يخص التصدق من لحوم الذبيحة في عيد الأضحى، ويتلخص ذلك في التالي:

  • الرأي الأول: أشار الحنابلة والشافعية أنه من الواجب التصدق بجزء من لحم الأضحية وإلا قد لا ينال المضحي الأجر الكامل.
  • وذلك استشهادًا بقوله تعالى: “فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ”.
  • أما القول الثاني: يقول المالكية والحنفية أن التصدق من لحم الأضحية جائز وليس واجب.
  • و أنه يجوز لصاحب الأضحية أن يأكل لحم الذبيحة كاملاً دون التصدق منه، وأن الله عز وجل لا يأمره بضرورة التصدق منها، والأمر يختلف تمامًا عن فريضة إخراج الزكاة.

الأكل من لحوم الأضاحي الواجبة وغير الواجبة

  • فيما يتعلق بأكل المضحي من لحم الأضحية غير الواجبة، فقد أجمع علماء الفقه أنه من المستحب أن يأكل منها.
  • وذلك استشهادًا بقوله عز وجل: “فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”.
  • لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “إذا ضَحَّى أحدُكم فلْيَأْكُلْ من أُضْحِيَتِهِ”.
  • أما بالنسبة للأضحية الواجبة مثل النذر، فهناك اختلاف في آراء الفقهاء فيما يتعلق بالأكل منها.
  • و قال الشافعية والحنابلة أنه لا يجوز الأكل من الأضحية الواحبة.
  • بينما أفاد المالكية أنه يجوز للمضحي أن يأكل من أضحيته الواجبة، وأنها تُعامل في الشرع كغيرها من الأضاحي، إلا أنها واجبة وليست جائزة.
  • ومن جانب آخر قال الإمام الكاساني من الحنابلة: “يجُوزُ بِالإِجْمَاعِ -أَيْ عِنْدَ فُقَهَاءِ الْحَنَفِيَّةِ- الأَكْل مِنَ الأُضْحِيَّةِ، سَوَاءٌ أَكَانَتْ نَفْلاً أَمْ وَاجِبَةً، مَنْذُورَةً كَانَتْ أَوْ وَاجِبَةً ابْتِدَاءً”.

الأضحية في الشريعة الإسلامية

  • الأضحية في الشريعة الإسلامية هي الذبح تقربًا لله سبحانه وتعالى,
  • و قد شُرعت في العام الثاني من الهجرة، الذي شُرع فيه الزكاة وصلاة العيدين.
  • حيث قال الله تعالى: “فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَر”، وقال: “وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّـهِ”.
  • مع العلم أن الأضحية سنة عن سيدنا إبراهيم عليه السلام، قال الله عز وجل: “وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ”.
  • و عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: “ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ، فَرَأَيْتُهُ واضِعًا قَدَمَهُ علَى صِفَاحِهِمَا، يُسَمِّي ويُكَبِّرُ، فَذَبَحَهُما بيَدِهِ”.