حينما يجمع الحب بين لاجئة عراقية وحارس حدود مقدوني
رغم معاناه اللاجئين العرقيين، إلا أن القدر شاء ليخرج من هذه المعاناه، قصة حب تتوج بها فتاه عراقية دفعتها الحرب للجوء إلى الحدود المقدونية الصربية، حيث ألتقت بحارس مقدوني، لتصبح هذه الحدود مسرحا لهذا الحب وشاهدا على زواجهم، وقد جاءت الصدفة، حينما ذهب الحارس المقدوني “بوبي دودفسكي” إلى عمله في يوم إجازته في مارس الماضي، وهو نفس التوقيت التي كانت فيه “نورا أركافازي” اللاجئة العرقية وأسرتها عالقين على الحدود، منتظرين إذناً للعبور .
الخروج من العراق حتى الوصول للحدود المقدونية
بدأت رحلة نورا اللاجئة العراقية، من أن تركت محافظة ديالي العراقية، أثر وجود هجمات وأعمال قتل وعنف فيها، وذلك مطلع العام الماضي، لترحل هي و والديها وشقيقها هرباً من هذه الحرب، متجهين نحو الغرب، لتعبر إلى تركيا، لتستقل مركباً للمجاهرين وجهته جزيرة ليسبوس اليونانية، لتتجه أخيراً إلى مقدونيا بعد عبور اليونان، وعلى حدود مقدونيا انتظرت عائلة نورا تصريح السلطات لعبور صربيا، وجاء القدر ب”بوبي” ليغير خطط هذه العائلة، بمجرد الالتقاء ب”نورا”، والتي كانت تجيد ست لغات، فذهبت إليه محدثة إياه باللغة الانجليزية لإصابتها بحمي شديدة وارتفاع في درجة الحرارة لتسقط أمامه، ليتحرك بوبي مسرعاً لطلب الصليب الأحمر لإنقاذها، ومنذ ذلك الحين وبوبي يحاول إخفاء مشاعره، إلا أن علامات الحب فضحته أمام اللاجئة العراقية المريضة.
من التعافي من المرض للإصابة بالحب
كانت ظروف التقاء بوبي بنورا صعباً، فكان مصير آلاف اللاجئين معلقاً في مقدونيا، وذلك بعد قرار إغلاق دول البلقان للحدود أمام المهاجرين، وكان حلم نورا البسيط هو العيش مع عائلتها بسلام في ألمانيا، وأنها بعد بدأها في التعافي من وعكتها الصحية والحمى التي أصابتها، توطدت علاقتها وتعاملها مع بوبي، الذي كان سببا في نجاتها، وبدأت في مساعدة اللاجئين من خلال العمل مع الصليب الأحمر المحلي، إلى أن أصطحب بوبي نورا ووالدتها لسوق قريب لشراء الملابس والمواد الغذائية، لترى نورا طريقته مع أطفال المهاجرين وأسلوب لعبه معهم، وذلك على عكس ما يفعله زملائه، مسبباً ذلك أثراً ما بداخلها، وفي احد ليال شهر أبريل، وأثناء تناولهما العشاء بأحد المطاعم، قرر بوبي طلب الزواج من نورا، لتكون السيدة دودفسكي، بعد قبولها للزواج منه.
الزواج وحلم الاستقرار جاء في مقدونيا
أقيم حفل العرس ببلدة كومانوفو شمالي مقدونيا، وحضر هذا الحفل اكثر من 120 ضيفا، من مختلف العقائد والجنسيات، كما كان برفقتهم زملائهم بالصليب الأحمر، الذين باركوا هذا الزواج والحب، الذي جاء من النظرة الأولى، وعلى رغم أن عائلة نورا قد تمكنت من العبور والوصول لألمانيا، إلا أن نورا بقيت في مقدونيا، لتعيش حالمة بأسرة سعيدة في كومانوفو مع زوجها.
تعليقات