حكم صيام الست من شوال بشكل متفرق.. هل يجوز قطعها
يعتبر صيام ستة أيام من شهر شوال من الأمور المستحبة عن جمهور علماء المسلمين لما جاء في فضل هذا الصوم في الأحاديث الكثيرة في السيرة النبوية مثل قول رسول الله صلي الله عليه وسلم: ” مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ”، وكذلك قول النبي صلي الله عليه وسلم: “مَنْ صامَ رمضانَ، وسِتَّةَ أيامٍ مِن شوَّالٍ، فكأنَّما صامَ السَّنَةَ كُلَّها”، وهي من السنن التي يحصل المسلم علي أجر والثواب العظيم، وهي سنة تنتدرج في قائمة فضائل الأعمال التي يستحب للمسلم أن يتقرب بها إلي الله عزوجل، وجاء أيضا عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت دَخَلَ عَلَيَّ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ يَومٍ فَقالَ: هلْ عِنْدَكُمْ شيءٌ؟ فَقُلْنَا: لَا، قالَ: فإنِّي إذَنْ صَائِمٌ ثُمَّ أَتَانَا يَوْمًا آخَرَ فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، أُهْدِيَ لَنَا حَيْسٌ فَقالَ: أَرِينِيهِ، فَلقَدْ أَصْبَحْتُ صَائِمًا فأكَلَ”.
وفي السطور التالية نتعرف علي حكم قطع صيام الست من شوال، وكذلك حكم صيام هذه الأيام بشكل متفرق بالإضافة إلي حكم الإفطار في صيام الست من شوال وغيرها من المعلومات المتعلقة.
هل يجوز قطع صيام الست من شوال؟
يجوز للمسلم أن يصوم الست من شوال، بشكل متفرق وأن يفطر يوما أو يومين خلال الستة أيام، حيث أن صيام هذه الأيام مأخوذة من السنة النبوية والأحاديث النبوية الشريفة التي لم تشترط وجود تتابع صيام هذه الأيام، وفي حالة إفطار المسلم يوما أو يومين أو اكثر فلا حرج عليه في ذلك، وينال فضل الصيام والقيام بهذه النافلة.
حكم صيام ستة من شوال متفرقة
قطع صيام الست من شوال من الأمور التي يجوز للمسلم فعلها، فلم يأتي في السنة النبوية الشريفة ولم يرد علي الرسول صلي الله عليه وسلم ضرورة تتابع هذه الأيام، بل كان صلي الله عليه وسلم يحث علي الإتيان بفضل صيام الست من شوال دون وجود أي شرط باستثناء شرط وحيد وهو عدم صيام أول يوم من أيام عيد الفطر المبارك فلا يجوز للمسلم صيام أول أيام العيد لأنه فضل وإكرام من الله تعالي وجائزة منه عزوجل إلي المؤمن علي صيام وقيام شهر رمضان المبارك وحتي لا يكون هناك اتصال بين صيام شهر رمضان المبارك وشهر شوال.
هل يجوز أن أفطر في صيام الست من شوال؟
اختلف علماء المسلمين في حالة إفطار المسلم للنافلة في حالة صيام لنافلة ما وإفطاره فيها فهل يصح القضاء في هذه الحالة حيث جاء رأي العلماء علي النحو التالي:
- الشافعية والحنابلة: يري علماء الحنابلة والشافعية أن المسلم غير ملزم بصيام النفل أو القضاء أذا أفطر فيها الصيام، واستدلوا علي ذلك بقول الرسول صلي الله عليه وسلم في حديث السيدة عائشة رضي الله عنها حيث قالت:” دَخَلَ عَلَيَّ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ يَومٍ فَقالَ: هلْ عِنْدَكُمْ شيءٌ؟ فَقُلْنَا: لَا، قالَ: فإنِّي إذَنْ صَائِمٌ ثُمَّ أَتَانَا يَوْمًا آخَرَ فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، أُهْدِيَ لَنَا حَيْسٌ فَقالَ: أَرِينِيهِ، فَلقَدْ أَصْبَحْتُ صَائِمًا فأكَلَ”، وهذا هو الرأي الراجح وذلك لحديث أم هاني رضي الله عنها حيث قالت:”لمَّا كان يومُ الفتحِ –فتحِ مكَّةِ– جاءتْ فاطمةُ، فجلَستْ عن يسارِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأمُّ هانئٍ عن يمينِه، قال: فجاءتِ الوليدةُ بإناءٍ فيه شرابٌ فناوَلتْه، فشَرِب منه، ثمَّ ناوَلَه أمَّ هانئٍ، فشَرِبتْ منه، فقالتْ: يا رسولَ اللهِ، لقد أَفطَرتُ وكنتُ صائمةً، فقال لها: أكنتِ تَقضينَ شيئًا؟ قالتْ: لا، قال: فلا يضُرُّك إنْ كان تطوُّعًا”.
- الحنفية: يري علماء الحنفية أن المسلم يكون ملزم بإتمام النفل، ففي حالة إفطار الصائم فيها فعليه القضاء واستدلوا علي ذلك قول السيدة عائشة رضي الله عنها حيث قالت: “أُهديَ لي ولحفصةَ طعامٌ وكنَّا صائمتينِ فأفطرْنا ثمَّ دخلَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقلنا يا رسولَ اللَّهِ إنَّا أُهديَتْ لنا هديَّةٌ فاشتهيناها فأفطَرنا فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لا عليكُما صوما مكانَهُ يومًا آخَرَ”.
تعليقات