مقدار زكاة الفطر للفرد وأحكامها وهل يجوز إخراجها مالاً

كم مقدار زكاة الفطر للفرد الواحد سؤال يتردد على لسان الكثير من المسلمين، فالزكاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة وبدون أداءها لا يكتمل إسلام المسلم فهي الركن الثالث في الإسلام، ويرجع سبب تسميها بهذا الاسم وأضيفت إلى الفطر لأنها تجب به فهو سبب وجوبها، ويتساءل المسلمون عدة أسئلة حول الزكاة من بينها هل يجوز إخراجها في اي يوم من أيام رمضان أم لها وقت محدد لإخراجها، بالإضافة إلى العديد من الأسئلة الأخرى التي سنجيب عنها في السطور التالية.

كم مقدار زكاة الفطر للفرد

قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله أن مقدار زكاة الفطر في السنة النبوية صاع من طعام، والصاع النبوي يعادل كيلوان وأربعون جراماً مما يأكله الناس من تمر أو شعير أو زبيب أو غيره، وقد كان هذا هو قوت الناس في هذه الفترة، ولذلك يخرج المسلم من قوت بلده، أما صاعنا الحالي فيقدر بحوالي ثلاث كيلوات وقد يخرج المسلم زكاته بالصاع الحالي من باب الاحتياط كما قال بعض العلماء، والصاع يكون ملء اليدين بالطعام من القمح أو الزبيب أو التمر أو نحوه أربع مرات.

عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((كنَّا نُخرِجُ إذ كان فينا رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم زكاةَ الفِطرِ عَن كلِّ صغيرٍ وكبيرٍ، حرٍّ أو مملوكٍ، صاعًا من طعامٍ، أو صاعًا من أقِطٍ، أو صاعًا من شَعير، أو صاعًا من تَمرٍ، أو صاعًا مِن زَبيبٍ )) ، وفي رواية: ((كنَّا نُخرِجُ في عهدِ رَسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم يومَ الفِطرِ صاعًا مِن طَعامٍ. وقال أبو سعيدٍ: وكان طعامُنا الشَّعيرَ والزَّبيبَ، والأقِطَ والتَّمر ))

على من تجب زكاة الفطر

فرض رسول الله “صلى الله عليه وسلم” زكاة الفطر على كل مسلم سواء أكان كبيراً أو صغيراً رجلاً أو امرأة عاقلاً كان أو مجنوناً، ويشترط لإخراج الزكاة أن يكون لدى المسلم ما يزيد عن حاجته وحاجة أهله، ولذلك إذا كان المسلم لا يملك ما يكفيه من الطعام أو المال فإنه لا يأثم حين لا يزكي، ويقول بعض العلماء أن الزكاة لا تجب فقط على من لا يجد في بيته رغيف خبز ليلة العيد فحتى الفقير يمكن أن يأخذ الزكاة من الغني ويخرج زكاته إلى فقير آخر والله أعلى وأعلم.

لماذا نخرج زكاة الفطر وما موعد إخراجها

قد يتساءل بعض المسلمين عن سبب فرض الزكاة على المسلمين خاصة آخر رمضان، يرجع السبب في ذلك إلى عدة نواح أهمها:

• سد النقص الذي قد يصيب صيام المسلم خلال شهر رمضان المبارك كما رواه بن عباس عن رسول الله أنها ” طهرة للصائم من اللغو والرفث” فيقول بعض علماء المسلمين أنها مثل سجدة السهو في الصلاة تجبر نقص الصوم كما تجبر سجدة السهو نقصان الصلاة.
• طعمة للفقراء أيام العيد وإغنائهم عن السؤال، فإذا امتلك المسلم الفقير قوت يومه في العيد أغناه ذلك عن مسالة الناس، وكان سبباً في إحساسه فرحة العيد، كما أنهم يأكلون من نفس الطعام الذي يأكله بقية أهل البلد في ذلك اليوم فيكون مواساة لهم.

ما موعد إخراج زكاة الفطر؟

لإخراج صدقة الفطر وقتان أحدهما وقت استحباب والآخر وقت جواز، يكون وقت الاستحباب وهو الأفضل قبل أداء صلاة عيد الفطر كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز إخراجها بعد صلاة العيد.

أما وقت الجواز فيكون قبل يوم العيد بيومين أو ثلاثة، لأن  شهر رمضان قد يكون تسع وعشرين يوماً أو ثلاثين يوماً.

هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقداً؟

توجد عدة آراء في هذه المسألة

• الرأي الأول لجمهور فقهاء المسلمين على أنه يتم إخراجها كما كان يخرجها رسول الله صلى الله عليه وسلم صاع من طعام.
• بينما المذهب الثاني للخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز وبعض الفقهاء مثل سفيان الثوري والإمام البخاري وأبو حنيفة وغيرهم أنه يجوز إخراجها مالاً.
• الرأي الثالث للإمام بن تيمية والذي يجمع بين الرأيين بأنه من الأولى والأفضل والسنة أن يكون إخراجها طعاماً لكن إذا دعت الحاجة لإعطاء الفقير مالاً بدلاً من الطعام وأن ذلك هو الأنفع لمصلحته في ذلك الوقت فلا حرج في ذلك، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يرد بقوله زكاة الفطر صاعاً من كذا أن يمنع من إخراجها قيمة أو مالاً وإنما كان يبين المقدار الشرعي للزكاة.

هل يجوز إخراج الزكاة للجنين في بطن أمه

لا تجب زكاة الفطر على الجنين الذي مازال في بطن أمه، ولكن يجب إخراج الزكاة عنه إذا وضعته أمه قبل صلاة عيد الفطر.